dimanche 17 janvier 2016

كيف تنجاوز هموم الحياة

كيف نتجاوز هموم الحيـــاة .. ؟
الحمد لله غافر الذنب .. وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول .. لا إله إلا هو إليه المصير خالق الخلق على أحسن الصور ، ورازقهم على قدر ، ومميتهم على صغر وشباب وكبر .. أحمده حمداً يوافي إنعامه ، ويكافئ مزيد كرمه الأوفر . وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، شهادة من أناب وأبصر ، وراقب ربه واستغفر ،وأشهد أن سيدنا ومولانا محمدا عبده ورسوله ، وحبيبه وخليله ، الطاهر المطهّر ، المختار من فهر ومضر .. صلى الله عليه ، وعلى آله وأزواجه وصحبه ، ما أقبل ليل وأدبر ، وأضاء صبح وأسفر ، وسلم تسليما كثيرا أما بعد : -
عبــــــاد الله : - من نظر اليوم إلى واقع الأفراد والمجتمعات والدول وجد الهموم والهواجس والمخاوف والأحزان تعصف بالناس عصفاً ... فهناك هم الأمراض والكوارث والحروب وهناك هموم ومخاوف وقلق نفسي يصيب الأفراد والمجتمعات والدول تتعلق بالرزق وسبل توفيره والتدهور الإقتصادي وسبل علاجه وبالمستقبل المجهول والخوف من حلول الكوارث و نزول الأمراض والأوبئة .. وهناك هموم على مستوى الأفراد هم الزوجة وهم الأولاد وتوفير الرزق لهم وكيفية ضمان مستقبل آمناً لهم وهناك هم الوظيفة وهم المنصب وهم الراحة والأمن والطمأنينة وهم الحروب والمشاكل والصراعات والفتن وأصبح كثير من الناس يعيش في حيرة وقلق واضطراب .. قلوبهم واجفة مضطربة خائفة وجلة مما يقع في هذا العالم الذي فقد راحته وأمنه وسعادة فهل يعقل أن تصل حياة كثير من الناس والمجتمعات والدول إلى هذا الوضع الذي ينذر بالخطر الداهم على عقيدة الفرد وحياته وآخرته وسلامة المجتمع وأمنه؟ فلماذا هذا الخوف والقلق النفسي والذي أصبح اليوم طاعون الحياة ؟ ولماذا أصبح الإنسان لا يتورع عن ارتكاب الجرائم والموبقات في حق إخوانه وبني جنسه ؟ لماذا ضعف الشعور بالأمان في عصر التقنية والتطور الصناعي والتقدم العلمي والتكنولوجي ؟ لماذا يقتل الإنسان أخيه ويعتدي على ماله وعرضه؟ وهل يعقل أن يخلق الله الخلق تم يتركهم ليعيشوا هكذا حياة وبهذه الصورة ؟ كلا وتعالى الله عن ذلك علواً كبيرا بل خلقهم ودلهم على ما فيه سعادتهم وراحتهم وأمنهم النفس والإجتماعي يقول عز وجل:" ( وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً) (الاسراء:70) فالإنسان مخلوق كريم عند الله، سخر له ما في السماوات والأرض وبين له طريق الحياة الكريمة التي لا شقا فيها ولا تعاسة ولا قلق ولا حيرة حتى وإن وجدت تلك المصائب والمنغصات والكوارث فأنها من قدر الله ليبتلي عباده لكنه دلهم على طريق النجاة ودلهم على العلاج الذي يضمن لهم الراحة والطمأنينة والأمن النفسي حتى في أحلك الظروف وأصعب الأزمات ... سُئل حاتم الأصم : علام بنيت أمرك في ( أي كيف بنيت حياتك وما سبب سعادتك واطمئنانك )؟ قال على أربع خصال :- علمت أن رزقي لا يأكله غيري فاطمأنت به نفسي وعلمت أن عملي لا بقوم به غيري فأنا مشغول به ... وعلمت أن الموت يأتيني بغته فأنا أبادره ... وعلمت أني لا أخلو من عين الله عزّ وجلّ حيث كنت ، فأنا أستحي منه ....
أيها المؤمنون/عبــاد الله : إن من أعظم القضايا التي تشغل الإنسان وتجلب عليه المشاكل وتدخل عليه الهموم .. الخوف على فوات الرزق لكن الإيمان والثقة بالله والتوكل عليه تعلم المسلم أن الرزق بيد الله وأنه لن تموت نفس حتى تستوفي رزفها وأن هذا العالم بقوته وقدرته وأسلحته لن يستطيع أن يسلبك شيئاً من رزقك ولو كان شيئاً يسيرا .. قال تعالى ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ) (فاطر:3) وقال تعالى ( وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ) (هود:6) وقال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: ((إن نفساً لن تموت حتى تستكمل رزقها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب)) [السلسلة (2866)]. وقال صلى الله عليه وسلم: ( لو أن ابن آدم هرب من رزقه كما يهرب من الموت لأدركه رزقه كما يدركه الموت ) حسنه الألباني / 950 ) إن رزقك يا عبد الله كتب لك وأنت في بطن أمك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً، ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يبعث الله إليه ملكاً، ويؤمر بأربع كلمات، ويقال له، اكتب عمله و رزقه وأجله، وشقي أو سعيد ثمُ ينفخ فيه الروح)) رواه البخاري ومسلم. .. وأما الخوف على الأولاد وضمان مستقبلهم فقد ضمن الله ذلك بشرط صلاح الآباء واستقامتهم قال تعالى (وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدا)(النساء/9) فإذا كنت تحب أبنائك وتخشى عليهم بعد فراقك لهم فكن صالحاً واطمأن فإن الله سيحفظهم ويعينهم وفي سورة الكهف يقول تعالى عن سبب حفظ الجدار وبنائه وترميمه من قبل الخضر عليه السلام قال تعالى ( وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا ) (الكهف/82) .. لما جاءت سكرات الموت لعمر بن عبد العزيز قيل له هؤلاء بنوك وكانوا احد عشر ألا توصي لهم بشيء ; فإنهم فقراء ؟ فقال( إن وليي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين) [ الأعراف : 196 ] فمات وخلف أحد عشر ابناً، فبلغت تركته سبعة عشر ديناراً، كفن منها بخمسة دنانير، واشترى له موضع القبر بدينارين، وأصاب كل واحد من أولاده تسعة عشر درهماً، ومات هشام بن عبد الملك وخلف أحد عشر ابناً، فورث كل واحد منهم ألف ألف درهم قال المؤرخون فلقد رأينا بعض أولاد عمر بن عبد العزيز ينفق من ماله ثمانين فرسا في سبيل الله ، وكان بعض أولاد سليمان بن عبد الملك مع كثرة ما ترك لهم من الأموال في الشوارع يسأل الناس ... وأما الخوف من المجهول ومن المستقبل الذي أرق الناس وجلب لهم القلق والهم فأن الإيمان عقيدة تنفث في روع المسلم وخلده أن كل شيء في هذا الكون بيد الله وأنه لن يحدث أمر من خير أو شر إلا بقدر الله وأن ما قدره الله وقضاه واقع لا محالة قال الله تعالى: (مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ * لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ) [الحديد: 22-23]... وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال : " كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوما ، فقال : ( يا غلام ، إني أُعلمك كلمات : احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ، إذا سأَلت فاسأَل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأُمة لو اجتمعت على أَن ينفعـوك بشيء ، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء ، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف ) . رواه الترمذي وقال :" حديث حسن صحيح "... ومن آمن بقدر الله وقدرته ومشيئته، وأدرك عجزهُ، وحاجته إلى خالقه تعالى، فهو يصدق في توكلِّه على ربَّه ويأخذ بالأسباب التي خلقها الله، ويطلب من ربه العون والسداد.. والمؤمن يردد في يقين قوله تعالى: (قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلْ الْمُؤْمِنُونَ) [التوبة: 51].. عند ذلك سيطمئن قلبك ...
عبــــــــاد الله : وأما المــــــــوت فلماذا الخوف منه كيف ما كان وبأي وسيلة وتحت أي ظروف فهو سنة الله في خلقه وهو قدر الله في أرضه وسماءه قال تعالى ( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ) (آل عمران:185) .. والمؤمن بربه قد أراح نفسه من هذا الهم والقلق بيقينه أنه لن تموت نفس حتى تستوفي أجلها قال تعالى ( وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ) (لأعراف:34) ... إن الخوف من الموت إن زاد عن حده الفطري ( فكل إنسان يحب الحياة ويرغب في أن يطول عمره ) يجلب على العبد الجبن والذل والقلق والهم والغم .. بل ويدفعه إلى بيع قيمه ومبادئه وأخلاقه وكل ذلك على حساب راحته وسعادته وفي الأخير سيأتي الموت قال تعالى ( قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ )(آل عمران: 154) وقال تعالى ( أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ)(النساء: من الآية78) ... وأما الخوف من تسلط العدو وتجبر الظلمة فأعلم أن لك قوة عظيمة تلجأ إليها عند نوائب الدهر وشدائد الزمان ، هذه القوة لا يمكن أن تهزم أو تضعف او تغيب وتتلاشى إنها قوة الله .. إن هـــذه القوة يستمدها المسلم بإيمانه وتوكله على الله واعتزازه به .. قال تعالى: ( مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ) (فاطر:10) ولهــذا لما تقـرر عند قوم شعيب عليه السلام أن العزة إنما تكون بما لدى المرء أو قومه من قوة وأسباب دنيوية فقط، صحح لهم نبيهم عليه السلام هذا المفهوم وأرشدهم إلى مصدر العزة الحقيقي .. ( قَالُـــوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيراً مِمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفاً وَلَوْلا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ) (هود:91) فهم يرون أنه في نفسه غير عزيز، ويرون أنه يستمد عزته من قومه، فقال لهم: " ( يَا قَوْمِ أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيّاً إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ) (هود:92) فماذا كانت نتيجة الركــــون إلى الله وطلب المدد منه قال تعالى ( وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْباً وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ) (هود:94) .
إن المسلم لا يدرك هذه القوة إلا عندما يستشعر عظمة الله وقدرته وسعة ملكه وسلطانه فيترفع ويبتعد عن مواطن الذل والمهانة فلا يخاف من أجله ولا يخشى على رزقه يردد قوله تعالى ( وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَاباً مُؤَجَّلاً وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ) (آل عمران:145) وقال تعالى ( وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ) (هود:6) لمــــا استدعى المندوب السامي الفرنسي ـ في سوريا ـ الشيخ عبدالحميد الجزائري وقال له: إما أن تقلع عن تلقين تلاميذك هذه الأفكار وإلا أرسلت جنوداً لإغلاق المسجد الذي تنفث فيه هذه السموم ضدنا وإخماد أصواتك المنكرة. فأجاب الشيخ عبدالحميد: أيها الحاكــم إنك لا تستطيع ذلك. واستشاط الحاكم غضباً, كيف لا أستطيع ؟ قــال الشيخ: إذا كنت في عُرسٍ هنأت وعلمت المحتفلين, وإذا كنت في مأتمٍ وعظت المعزين, وإن جلست في قطارٍ علَّمتُ المسافرين, وإن دخلت السجن أرشدت المسجونين, وإن قتلتموني ألهبت مشاعر المواطنين, وخيرٌ لك أيها الحاكم ألا تتعرض للأمة في دينها ولغتها... هذا الإمام الشافعي رحمه الله يقول :
أنا إن عشت لست أعدم قوتا **** و إن أنا مت لست أعدم قبرا
همتي همة الملوك و نفسي **** نفس حر ترى المذلة كفرا
وهذا شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وهو في أشد محنته يقول : (ما يصنع أعدائي بي ؟أنا جنتي وبستاني في صدري أينما اتجهت لا تفارقني ،أنا حبسي خلوة، وقتلي شهادة ،وإخراجي من بلدي سياحة ) .. إنها كلمات تضيء النفوس ،وتنبهر بها العقول، وتهتز لها القلوب ،وتغمر الكون بالصفاء والروحانية والثقة واليقين والعزة .... اللهم إنا نسألك إيماناً خالصاً ويقيناً صادقاً ومرداً غير مخزٍ ولا فاضح
قلت قولي هَذا، وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه.
الخطــــبة الثانــية : - عبــــــــاد الله :- استشعروا عظمة ربكم وقدرته وسعة ملكه .. تتصاغر في نفوسكم فتن الدنيا ومصائبها ومشاكلها وكونوا مع الله في الرخاء يكن معكم في الشدة وادفعوا أقدار الله بأقدار الله ببذل الأسباب وكثرت الدعاء وقراءة القرآن والمحافظة على أذكار الصباح والمساء وحسن الظن بالله سبحانه واصلاح الأعمال وتصفية القلوب والصبر على طاعة الله والشوق إلى ما عند الله من أجر وثواب في الدنيا والآخرة .. وأنت أيها المسلم .. كن مطمئناً وعش حياتك بكل سعادة تحت أي ظروف وتوكل على الله وأحسن الصلة به ولا تستسلم لوساوس الشيطان وخواطر النفوس حينما تضعف وإيحاءات الباطل وكلام المثبطين وابذل ما استطعت من الأسباب لتتجاوز المحن وتتعدى الصعاب واصبر في ذات الله ولا ترضخ لهموم الحياة مهما كانت شدتها وقوتها وتفائل باليسر بعد العسر والفرج بعد الشدة والنصر بعد الصبر وكن صاحب رسالة ومبدأ تعيش من أجله لتكون عظيماً في الدنيا وملكاً هنــــاك في جنة عرضها السموات والأرض مع الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقـــاً.. اللهم ردنا إلى دينك رداً جميلاً .. اللهم احفظ بلادنا واحقن دمائنا وألف بين قلوبنا وخذ بنواصينا إلى كل خير ... هذا وصلوا وسلموا رحمكم الله على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة؛ نبينا وإمامنا وقدوتنا محمد بن عبد الله، فقد أمركم الله بالصلاة والسلام عليه بقوله: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً (الأحزاب:56) اللهم صلِّ وسلم وبارك على نبينا محمد، وارضَ اللهم عن خلفائه الراشدين، وعن الصحابة أجمعين والحمد لله رب العالمين .

samedi 16 janvier 2016

صورأطباء روس يكشفون لماذا يجلد الزاني وشارب الخمر في الإسلام‎

مراكز العلاج الطبي بالغرب تبدأ بإستعمال تقنية الجلد التي أمر بها القرآن الكريم في علاج مدمني الخمر والزنا، في  مقال علمي للدكتور المصري محمد عبد القادر جاء فيه:
بعض العلماء ابتكروا أسلوباً فعالاً لعلاج الإدمان على الجنس والمخدرات من خلال ضرب (جلد) الشخص على ظهره … أليس هذه هي عقوبة الزاني أو شارب الخمر في ديننا الحنيف؟….



نشرت صحيفة ديلي ميل البريطانية الشهيرة (وهي صحيفة علمانية لا تؤمن بتعاليم الإسلام) مقالاً بتاريخ (7/1/2013) حول أسلوب جديد لعلاج الإدمان على الجنس والإدمان على المخدرات أو الخمور.. وذلك من خلال جلد أو ضرب المدمن عدداً من المرات على ظهره، مما يساهم بشكل فعال في التخلص من الإدمان.
ويقول العلماء الروس إن هذه الطريقة أثبتت فعاليتها في حين فشلت معظم أساليب العلاج التقليدية للإدمان، ولكن ما هو سر ذلك؟
يؤكد الدكتور Dr German Pilipenko أنه عالج أكثر من ألف حالة بهذه الطريقة، حتى إن الكثيرين يسافرون من دول بعيدة للاستفادة من هذا العلاج!!
يقول هذا العالم السيبيري إن ضرب مدمن الجنس بهدف تخليصه من الآثام يساهم في تحرير مادة الإندورفين Endorphins من الدماغ وهي المادة المسؤولة عن السعادة، مما يجعل المدمن يشعر بسعادة تساعده على التخلص من ممارسة الجنس أو تعاطي المخدرات.
ويقول علماء النفس: إن هذا الأسلوب هو نوع من العقاب البدني على أفعال آثمة ارتكبها مدمن الخمر أو مدمن الزنا، تشعره بذنبه وأن ما يقوم به هو خطأ كبير لابد من التخلص منه وعدم العودة إليه. وهو أسلوب فعال وقد استخدمه بعض الكهان قبل مئات السنين.
ويعترف الدكتور Dr. Sergei Speransky, مدير الدراسات الحيوية في معهد Novosibirsk Institute of Medicine بأن أسلوب الضرب بالقصب أو الخيزران على الظهر فعال في علاج نوبات الاكتئاب والإحساس بالذنب.
فعملية الجلد أو الضرب تحفر مناطق خاصة في الدماغ لدى مدمن المخدرات مثلاً وتحدث عمليات معقدة تؤدي للتخلص من الإدمان بسهولة.
الآن دعونا نتساءل قليلاً:
لماذا يتقبل الغرب أي طريقة للعلاج ولو كانت عبارة عن جلد المدمن مئة جلدة! ويعمل بها ويروج لها ما دامت بعيدة عن الإسلام؟ ولماذا يرفض أي تعاليم ينادي بها الإسلام مع العلم أن تعاليم الإسلام أكثر رحمة، ولا تنتظر الزاني ليصل إلى مرحلة الإدمان؟
نحن نعلم أن الله تعالى عالج ظاهرة الإدمان على الجنس من جذورها من خلال الآية الكريمة: (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ) [النور: 2]. فهذه العقوبة سوف تطهر الزاني وتردع غيره وتقطع مشكلة الإباحية من جذورها.. وتنقذ ملايين الشباب من هذه الآفة المستعصية.
ولكن الغرب لا يقبل بأي علاج قادم عن طريق الإسلام، ونحن نرى اليوم أنهم يقبلون العلاج ذاته (بالضرب أو الجلد) لأنه قادم من روسيا، ومن أناس غير مسلمين… سبحان الله!
ولذلك نستطيع أن نقول:
1- إن علاج مشكلة الزنا ومشكلة شرب الخمر من خلال الجًلد على الظهر، هو علاج صحيح وتمت تجربته آلاف المرات من خلال متخصصين في العلاج النفسي وعلاج الإدمان.
2- إن وجود هذه العقوبة أو هذا الحدّ في كتاب الله تعالى (حد شارب الخمر والزاني والزانية).. دليل على أنه كتاب منزل من الله تعالى، وليس كما يدعون أنه يأمر بالعنف ويتعدى على حقوق الإنسان.
3- إن تطبيق حد الزنا سوف ينقذ الملايين من الموت بسبب الأمراض الجنسية المعدية، وسوف يوفر المليارات التي تنفق على علاج هذه الأمراض وسوف ينقذ ملايين الأسر من التفكك الأسري والعنف المنزلي ومشاكل أخرى قد تؤدي أحياناً للانتحار.. أيهما أفضل: مئة جلدة أم الموت والمرض؟
مع العلم أن تكلفة “جلسة الجَلد” عند طبيب متخصص في روسيا تكلف 60 دولار أمريكي، بينما الإسلام يقدم هذا العلاج مجاناً.. سبحان الله!
4- إن اعتراف المعالجين النفسيين أن ضرب مدمن الجنس يؤدي لنتائج جيدة في العلاج، يؤكد إعجاز القرآن في حد الزنا!! فإعجاز القرآن لا يقتصر على الحقائق العلمية أو اللغوية بل هناك إعجاز في تطبيق الحدود.
وربما تطالعنا أبحاثهم قريباً بضرورة قطع يد السارق لعلاج مشكلة السرقة من جذورها.. فلو تأملنا دولة مثل الولايات المتحدة الأمريكية مثلاً لرأينا وجود مئات الآلاف من اللصوص، وعلى الرغم من تطبيق مختلف أنواع العقوبات إلا أن جريمة السرقة في ازدياد. ولن يجد العالم عقوبة أرحم من قطع يد السارق لعلاج هذه الآفة وقطع الفساد من جذوره.. قال تعالى: (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) [المائدة: 38]. هذه هي حكمة الله تعالى فأين هي حكمة البشر؟
وأخيراً فإن هذا الدين جاء رحمة للعالم، وربما لا نعجب عندما نعلم أن الحرب كلما اشتدت على الإسلام ازداد انتشار الإسلام وبخاصة في الدول الغربية حيث ينعم الناس بحرية الفكر والاعتقاد.. وهذا دليل مادي على أن الإنسان العاقل عندما تُترك له حرية الاعتقاد فسوف يختار هذا الدين الحنيف.
يذكر ان عقوبة شرب الخمر عقوبة تعزيرية، فكانت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم جلدا وإهانة ، وحدَّها أبو بكر بأربعين جلدة، فعن أنسِ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ضَرَبَ فِي الْخَمْرِ بِالْجَرِيدِ وَالنِّعَالِ، وَجَلَدَ أَبُو بَكْرٍ أَرْبَعِينَ (متفق عليه)
ولما زاد شرب الخمر في عهد عمر رضي الله عنه جلد فيه ثمانين جلدة.

vendredi 1 janvier 2016

ثمانية امور تفتح أبواب البركة في البيوت

ثمانية امور تفتح أبواب البركة في البيوت

ثمانية امور تفتح أبواب البركة في البيوت



1-تلاوة القرآن الكريم: قال الله تعالى (وهذا كتاب أنزلناه مبارك) فالقرآن الكريم جعله الله تعالى بركة من خلال تلاوته بتدبر وتحكيمه في شؤون حياتك والتداوي به ولهذا قال نبينا صلى الله عليه وآله وسلم عن البيت الذي يتلى فيه القرآن (تسكنه الملائكة تهجره الشياطين ويتسع بأهله ويكثر خيره).

2-البسملة وذكر الله: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (إذا دخل الرجل بيته فذكر الله تعالى عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان لأصحابه لا مبيت ولا عشاء)

3-الصدقة: من أسباب البركة على البيت التصدق.. خاصة صدقة السر فإنها تطفئ غضب الرب.

4-صلة الرحم: وقد أخبرنا نبينا عليه الصلاة والسلام أن صلة الرحم وحسن الخلق وحسن الجوار تزيد في الرزق وتطيل العمر.


5-التبكير في طلب الرزق: جاء في الحديث (بورك لأمتي في بكورها) أي الخروج لطلب الرزق باكرا وقد سئل كثير من الناس الأغنياء عن سر غناهم قالوا سببه التبكير في طلب الرزق والدعاء.

6-إقامة الصلاة: قال الله تعالى «وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى»

7-التوكل على الله حق توكله :لما ورد في الحديث «لو توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا»

8-مواصلة الاستغفار: والاستغفار بحد ذاته مصدر للرزق كما قال نبينا صلى الله عليه وسلم «من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا ومن كل هم فرجا ورزقه من حيث لا يحتسب»